في خطوة استراتيجية جديدة نحو ترسيخ موقعها الريادي في مجال الدفاع البحري، أعلنت شركة أبوظبي لبناء السفن (ADSB)، التابعة لمجموعة “إيدج”، عن توقيع اتفاقية تعاون مع معهد الابتكار التكنولوجي (TII)، الذراع البحثية التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي (ATRC). الاتفاقية تهدف إلى إطلاق مركز ابتكار التكنولوجيا البحرية، وهو منشأة متطورة ستشكل ركيزة رئيسية لتطوير وتبني تقنيات بحرية من الجيل القادم.
مركز متكامل لتسريع الابتكار
المركز الجديد سيكون بمثابة مختبر وبيئة تشغيل مشتركة، يتيح للجانبين تطوير واختبار حلول بحرية متقدمة تشمل الاستقلالية، الدفع البحري، المواد الجديدة المقاومة للتآكل، والأنظمة الآمنة. كما سيضع خارطة طريق تكنولوجية موحدة، مع توفير منصات اختبار عملية وتبادل للخبرات والمواهب.
وفقًا للدكتورة نجوى أعرج، الرئيسة التنفيذية لمعهد الابتكار التكنولوجي، فإن هذا التعاون “يمهد الطريق للانتقال السريع من البحث إلى التطبيق العملي، بما يعزز مكانة أبوظبي كفاعل عالمي في المشهد البحري.”
من جهته، شدد ديفيد ماسي، الرئيس التنفيذي لشركة ADSB، على أن المركز “سيُرسّخ مكانة الإمارات في الدفاع البحري العالمي من خلال دمج الابتكار بالعمليات المتقدمة والاستدامة.”
تقنيات الجيل القادم
الاتفاقية تفتح الباب أمام استكشاف طيف واسع من التقنيات المستقبلية، أبرزها:
-
الاستشعار المغناطيسي الكمي لتعزيز قدرات الملاحة وكشف الألغام.
-
ديناميكيات الموائع الحسابية (CFD) المستوحاة من مبادئ الكم لتحسين تصميم الهياكل البحرية.
-
الأنظمة غير المأهولة والروبوتية، بما في ذلك المركبات السطحية وتحت الماء.
-
التقنيات الصوتية والسونار المتطور لمعالجة هياكل السفن وكشف الغواصين.
-
مواد متقدمة مثل الدروع المركبة والطلاءات المضادة للتآكل، لزيادة عمر المنصات البحرية وخفض تكاليف الصيانة.
امتداد لتعاون سابق ناجح بين ADSB و TII
المركز الجديد يأتي تتويجًا لشراكات سابقة بين ADSB و TII، حيث عمل الطرفان على تطوير المركبات السطحية ذاتية القيادة والخفية، إلى جانب سفينة 170M-Detector، التي تم عرضها في معرض NAVDEX 2023، وتُستخدم في مكافحة الألغام والمهام الأوقيانوغرافية. هذه المشاريع أكدت قدرة الشراكة على الجمع بين البحث المتقدم والتطبيق العملي في بيئات بحرية واقعية.

بعد استراتيجي
يمثل إطلاق مركز ابتكار التكنولوجيا البحرية جزءًا من استراتيجية أبوظبي لتعزيز الصناعات الدفاعية المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات. كما يعكس توجه الإمارات نحو الاستثمار في التقنيات المستقبلية كالذكاء الاصطناعي والكم والروبوتية، لتكون جزءًا أساسيًا من بنيتها التحتية الدفاعية والبحرية.
بهذا التعاون، تؤكد الإمارات مجددًا أنها تسير بخطى متسارعة نحو تأسيس منظومة بحرية متكاملة، تجمع بين الابتكار والجاهزية العملياتية، وتفتح المجال لشراكات محلية ودولية تعزز من مكانتها كلاعب رئيسي في مستقبل الأمن البحري العالمي.
![]()

