
في أول تعليق رسمي مفصّل على المواجهة العسكرية الأخيرة مع الهند، أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أن بلاده خاضت المعركة التي وقعت بين 7 و10 مايو “بإمكاناتها الذاتية”، نافياً أن تكون الصين قد لعبت دورًا مباشرًا في العمليات أو قدمت دعمًا استخباراتيًا حاسمًا عبر أقمارها الصناعية.
جاء ذلك خلال مقابلة حصرية أجراها آصف مع صحيفة عرب نيوز باكستان في العاصمة إسلام آباد، حيث شدد على أن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول الحليفة أمر طبيعي، خصوصًا مع وجود تهديدات ومصالح مشتركة، لكنه رفض ما وصفه بـ”التقليل من قدرات الجيش الباكستاني”.
مشاركة استخباراتية طبيعية… ولكن
وقال آصف: “من الطبيعي تمامًا أن نشارك المعلومات الاستخباراتية مع الصين، لأنها، مثلنا، لديها مشاكل مع الهند… لكن الحديث عن دور مباشر أو دعم حاسم عبر الأقمار الصناعية الصينية لا أساس له”.
وأشار إلى أن الصين تظل الشريك الدفاعي الأكبر لباكستان، حيث تزودها بمعدات عسكرية تشمل طائرات مقاتلة وصواريخ وغواصات، إلى جانب التعاون في مجالات المراقبة والاستطلاع، لكن العمليات الأخيرة كانت “باكستانية خالصة”، على حد تعبيره.
معركة قصيرة.. ونصر واضح
وكانت المواجهة بين باكستان والهند قد اندلعت عقب غارات جوية نفذها الطيران الهندي على أهداف داخل الأراضي الباكستانية، بزعم استهداف “بنية تحتية إرهابية”، ردًا على هجوم دامٍ في كشمير الهندية أودى بحياة 26 شخصًا، معظمهم من السياح.
وردت إسلام آباد بعملية عسكرية واسعة النطاق شملت استخدام طائرات مقاتلة ومسيرات وصواريخ ومدفعية، في معركة وصفت بأنها الأعنف منذ عقود، وانتهت بوقف إطلاق نار برعاية أمريكية في 10 مايو.
وأكد آصف أن سلاح الجو الباكستاني أسقط خلال هذه المعركة ست طائرات هندية، بينها ثلاث من طراز “رافال” الفرنسية، في حين أقر الجيش الهندي بخسائر جوية دون تحديد العدد.
اتهامات غربية.. ورد قاطع
وكانت تقارير دبلوماسية غربية قد أشارت إلى احتمال استفادة باكستان من شبكة الأقمار الصناعية الصينية خلال المواجهة، إذ قُدر أن 44 قمرًا صناعيًا صينيًا كانت توفر صورًا واستخبارات في الوقت الفعلي لصالح إسلام آباد.
لكن وزير الدفاع الباكستاني رفض ذلك بشكل قاطع، قائلاً:
“أنتم تقللون من قدرات قواتنا المسلحة… نعم، الدعم الصيني دائمًا مهم، لكن هذه المعركة خاضها أبناؤنا، والنصر صُنع في باكستان”.
وأضاف: لا أعتقد أن الصين كانت تتابع المعركة في الزمن الحقيقي أو كانت لديها صلاحيات للدخول إلى أنظمة القوات الجوية الباكستانية.
لا تصعيد نووي.. ولا اجتياح بري
وفي سياق متصل، نفى آصف وجود أي نية لدى باكستان للانتقال إلى وضعية تأهب نووي خلال الأزمة، مؤكدًا أن القيادة الباكستانية لم تدرس هذا الخيار إطلاقًا.
كما رفض فكرة شن هجوم بري شامل، مشيرًا إلى أن طبيعة الحروب الحديثة تغيّرت.
قلق من نوايا مودي
وحذّر الوزير من أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد يلجأ إلى خطوات “يائسة” بهدف استعادة شعبيته المتراجعة، لا سيما مع اقتراب الانتخابات المحلية في ولاية بيهار، وهي ولاية حاسمة في المعادلة السياسية الهندية.
وأضاف أن قوات بلاده ما تزال في حالة تأهب، رغم مرور أسابيع على وقف إطلاق النار، مؤكداً أن “الخطر لم ينته بعد”.