By محمد رزق في سباق التسلح العالمي المتسارع، تتناقل وكالات الأنباء والعاملون في المجال العسكري يوميًا عشرات الأخبار حول تطوير أنظمة الأسلحة، وعقود التصنيع، والاختبارات الميدانية التي تشكل مستقبل الحروب والاستراتيجيات الدفاعية. من الصواريخ الباليستية إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومن الطائرات المسيرة إلى مشاريع التوطين الصناعي، تبرز هذه التطورات كفواعل رئيسية في معادلة القوى الدولية.
تقدم لكم هذه النشرة اليومية ملخصًا موجزًا لأهم هذه التطورات، حيث نجمع لكم أبرز الأخبار من مختلف أنحاء العالم، مع تحليل مقتضب لأبعادها التقنية والاستراتيجية. وفي عددنا اليوم، نسلط الضوء على الاتي:
تركيا تتجه لشراء مقاتلات “تايفون” من قطر بعد رفع ألمانيا حظر التصدير
ذكرت وكالة Bloomberg في 21 أكتوبر 2025 أن الرئيس التركي أردوغان يسعى للحصول على ما يصل إلى 24 مقاتلة “Eurofighter Typhoon” مستعملة من قطر ، في إطار خطة لتسريع تحديث سلاح الجو التركي. وتأتي الخطوة بعد أن تخلّت ألمانيا عن معارضتها الطويلة لبيع المقاتلات لأنقرة، وهو ما يمهد الطريق أمام إتمام الصفقة التي تتوسط فيها لندن وتشمل طائرات من المعيار “Tranche 3A”، مع إمكانية التفاوض على 16 طائرة جديدة من المعيار “Tranche 4″ مع صواريخ “Meteor” المتقدمة.
وتُعد المقاتلات القطرية من أحدث نسخ “تايفون”، إذ جرى تسليمها عام 2022 ومزودة برادار “Captor-E” يعمل بتكنلوجيا المسح الاليكتروني النشطة AESA ونظام “PIRATE” للتعقب بالأشعة تحت الحمراء ومنظومة الحماية “Praetorian”، ما يمنحها قدرات تفوق جوي وهجوم متعدد المهام متطورة. وترى أنقرة في الصفقة حلًا سريعًا لتعويض تأخر تسليم مقاتلات “F-16 Block 70” وتعثر برنامج المقاتلة الوطنية “KAAN“، ولتعزيز توازن القوى في مواجهة أسطول “رافال” اليوناني في شرق المتوسط.
شركة STM التركية تُسلّم مسيرة Alpagu الانتحارية للقوات التركية
أعلنت شركة “STM” التركية ، عن تسليم منظومة الطائرات الانتحارية ذات الجناح الثابت “Alpagu” إلى الأجهزة الأمنية التركية لاستخدامها عملياتيًا. ويُعدّ “Alpagu” منصة تركيّة خفيفة الوزن أقل من 2 كغم، وطول أقل من متر مصمَّمة للاستخدام من قبل جندي واحد، وتجمع بين كاميرات EO/IR، وملاحة تلقائية مدعومة بتقنيات معالجة صور وطنية وتعلّم عميق، ورأس حربي بوزن 270 غرامًا بمدى تشغيلي يصل إلى 8 كيلومترات ومدة طيران نحو 15 دقيقة. المنظومة توفر وظائف مثل تعديل المهمة ميدانيًا، تدمير ذاتي، وشبكة اتصالية تُمكّن التحكم المتزامن بعدة وحدات من محطة واحدة.
وتضعه الشركة في سوق المهام التكتيكية القصيرة المدى لمكافحة الإرهاب، والعمليات العابرة للحدود، والقتال الحضري مركّزة على سهولة النشر، مع انخفاض البصمة الرادارية، وقابلية التكامل الميداني. وتؤكد الشركة أن هذه التسليمات تعكس توجهًا عالميًا نحو أنظمة مسيرات خفيفة ومُقَيَّمة للتصدير والتشغيل المحلي، مع الاستمرار في التوسيع والتكامل مع منصات وطنية وزيادة فرص التصدير.
رومانيا تؤجل تحديث طائرات “IAR-99” بعد توقف شركة “Elbit Systems” عن توريد البرمجيات المخصصة
أعلنت وكالة Agerpres الرومانية أن شركة “Elbit Systems” الإسرائيلية أوقفت تسليم البرمجيات الخاصة بمشروع تحديث طائرات التدريب القتالية “IAR-99 Șoim” لصالح سلاح الجو الروماني، بعدما أعلنت حالة القوة القاهرة وأعادت توجيه مواردها لدعم عقود مرتبطة بمساعدة أوكرانيا.
وأوضح وزير الاقتصاد الرقمي والسياحة الروماني ، أن الشريك الإسرائيلي أبلغهم بأنه تلقى تعليمات بتعليق بعض المشاريع لصالح تزويد أوكرانيا بالمعدات الدفاعية، ما أدى إلى تأخير تسليم الطائرات المحدثة وتحميل شركة “Avioane Craiova” المصنعة للطائرات غرامات تصل إلى 3.6 مليون يورو. وأضاف أن الاتصالات جارية لاستلام البرمجيات المتبقية بعد تسليم جزء منها واختبارها بنجاح.
وتتضمن عملية التحديث تجهيز الطائرة “IAR-99 SM” بإلكترونيات طيران حديثة ونظام تدريب افتراضي مدمج وقدرات على إطلاق صواريخ “IRIS-T“. النقابة العمالية في الشركة حذّرت من أن استمرار التأخير قد يؤدي إلى أزمة مالية تهدد برنامج تحديث القوات الجوية الرومانية.
الصين تنشر نظام دفاع جوي جديد باسم HQ-13 مزود بصواريخ FB-10A
“
1/3 A new Air Defense system has been shown in used by an AD Company of the 🇨🇳PLAGF 72nd Group Army.
It may be designated HQ-13, and it consists of FB-10A AD missiles over a Dongfeng Mengshi vehicle pic.twitter.com/cuLVEz7jCE— Jesus Roman (@jesusfroman) October 25, 2025
”
نقلاً عن تلفزيون الصين المركزي CCTV ، بدأ الجيش الصيني في إدخال نظام الدفاع الجوي قصير المدى “HQ-13” إلى الخدمة ضمن وحداته البرية، في إطار جهود التحديث التي تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع المتحرك ضد التهديدات الجوية منخفضة الارتفاع.
ويُظهر تسجيل بثّته القناة النظام الجديد مُركبًا على مركبة مدرعة من طراز “Dongfeng Mengshi 6×6″، حيث يدمج صواريخ “FB-10A” مع رادار ووحدة تحكم نيراني ومنظومة إطلاق في منصة واحدة، بمدى اشتباك يصل إلى نحو 18 كيلومتر. ويتيح تصميمه العمل المستقل أو ضمن شبكة دفاع جوي متكاملة.
ويُتوقع أن يوفر نظام “HQ-13” حماية فعالة للوحدات القتالية المتحركة والبنى التحتية الحيوية، في حين لفتت نسخته التصديرية الأنظار مؤخرًا بعدما تبيّن أن إحدى وحداتها التي كانت متجهة إلى تشاد انتهت في يد قوات الدعم السريع السودانية، ما أثار تساؤلات حول مسار نقل الأسلحة في المنطقة.
أوكرانيا تشيد بمنظومة “Raven” البريطانية بعد نجاحها في تدمر 24 طائرة درون و4 صواريخ كروز
““
أعلنت قيادة القطاع الغربي للقوات الجوية الأوكرانية أن منظومة الدفاع الجوي “Raven” حقّقت نجاحات ملحوظة في ساحات القتال، إذ أبلغ طاقم المنظومة عن تدمير 24 طائرة دون طيار هجومية واستطلاعية إضافة إلى أربع صواريخ روسية (ثلاثة طراز “Kh-59” وواحد طراز “Kh-101”). وذكر القائد الميداني “Artem” أن “Raven” لم تكتفِ بمهاجمة الطائرات الآلية بل نجحت أيضًا في اعتراض صواريخ مجنحة ومهاجمة طائرة “Su-25” كانت تُنفّذ غارات قريبة من مواقع المشاة، ما أدى إلى تقليل تحليقات العدو في ذلك المحور.
النظام نفسه طوّر سريعًا بالاستفادة من مقترح فني لبريطانيين (مركز سلاح الجو الملكي البريطاني)، حيث بُنيت المنصة على مركبة “Supercat HMT-600” وتم تكييف صواريخ “ASRAAM” قصيرة المدى للإطلاق من الأرض خلال عملية استغرقت شهورًا قليلة. يُذكر أن التحكم في الإطلاق يتم عن بُعد بأجهزة بسيطة، وأن الفترة من الكشف إلى الإطلاق استغرقت لدى الطاقم «ثوانٍ قليلة»، ما سجّل قدرة تكتيكية عالية في حماية المراكز الإقليمية والتعامل مع تهديدات شديدة التنوع. ورغم تصميمها الأساسي للتصدي للطائرات المسيّرة، أثبتت المنظومة قدرتها على مواجهة الصواريخ المجنحة والطائرات منخفضة التحليق بنسبة نجاح تجاوزت 70%.
فنزويلا تنشر منظومات “Buk-M2E” الروسية بعد تحليق قاذفات أمريكية قرب سواحلها
“
Venezuela: Additional air defense systems have been deployed in the coastal city of La Guaira, north of Caracas, including Russian Buk-M2E surface-to-air missile systems. pic.twitter.com/J35ZlsTf1z
— Clash Report (@clashreport) October 24, 2025
”
وفقا لتقرير حساب Clash Report على موقع X ، نشرت فنزويلا منظومات دفاع جوي إضافية من طراز “Buk-M2E” الروسية الصنع شمال العاصمة كاراكاس. وتُظهر الصور الميدانية وجود منصات إطلاق ذاتية الحركة للمنظومة، إلى جانب مدافع “ZU-23-2” مزدوجة عيار 23 ملم لتأمين الغطاء الدفاعي القريب. يأتي هذا الانتشار وسط تصاعد التوتر بعد تنفيذ قاذفات أمريكية استراتيجية من طراز “B-1 Lancer” مناورات قريبة من المجال الجوي الفنزويلي، بمشاركة طائرات “E-11A” للقيادة الجوية و”WC-130J” للاستطلاع الجوي.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس نيكولاس مادورو أن لدى بلاده خمسة آلاف منظومة دفاع جوي محمولة “Igla-S” روسية الصنع موزعة في مواقع رئيسية، مشددًا على أن فنزويلا لن تسمح بانتهاك سيادتها في ظل التحركات العسكرية الأمريكية المتزايدة في البحر الكاريبي. وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات أمريكية حول احتمال توسيع عمليات مكافحة تهريب المخدرات لتشمل الأراضي المحيطة بفنزويلا، ما يعكس تصاعد التوتر العسكري والسياسي بين واشنطن وكاراكاس.
شركة “Castelion” الأميركية توقّع عقوداً مع الجيش والبحرية لتجهيز منصاتهما بسلاح فرط صوتي جديد منخفض التكلفة
نقلاً عن بيان صادر عن شركة “Castelion” الأميركية أعلنت الشركة الناشئة المتخصصة في تكنولوجيا الدفاع عن توقيع عقود مع كلٍّ من الجيش الأميركي والبحرية الأميركية لدمج نظامها الجديد للأسلحة الفرط صوتية المسمى “Blackbeard” على منصات تشغيلية قيد الخدمة.
وأوضحت “Castelion” أن العقود تشمل تنفيذ اختبارات إطلاق حية لعرض القدرات التشغيلية للنظام ودعم جهود وزارة الدفاع الأميركية الرامية إلى تسريع نشر حلول الضربات التقليدية بعيدة المدى ذات التكلفة المنخفضة.
ويُعد “Blackbeard” أول سلاح فرط صوتي من إنتاج الشركة، وقد صُمم لسهولة التصنيع والإنتاج الضخم، مع دمجٍ متكاملٍ لتقنيات الدفع والتوجيه بهدف تقليل التكاليف وتسريع النشر. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي واشنطن إلى تعزيز قدراتها الردعية غير النووية وتوسيع خياراتها عبر مختلف فروع القوات المسلحة.
الهند تعتمد رسميًا صاروخ “Nag Mk 2” المحلي لتعزيز قدراتها المضادة للدروع
أوضحت صحيفة The Economic Times أن الجيش الهندي يعتزم شراء أكثر من 2400 صاروخ من هذا الطراز إلى جانب 107 عربات إطلاق مجنزرة من طراز “NAMICA 2″، ما سيعزز وحدات المشاة الآلية والهجوم المدرع.
الصاروخ “Nag Mk 2” من الجيل الثالث يتميز بقدرة “أطلق وانسَ” ويستخدم باحثًا حراريًا متطورًا ونظام هجوم علوي لاختراق الدروع التفاعلية، مع تحسينات في مدى الاشتباك وسرعة الاستجابة. وتم بنجاح اختبار النظام في ميدان “Pokhran” حيث أثبت دقته وقدرته على العمل في ظروف الصحراء القاسية. أما العربة الحاملة “NAMICA 2” فهي مبنية على هيكل “BMP-2 Sarath” الهندي وتتميز بمنظومة إطلاق مدرعة متعددة القواذف ومعدات رؤية حرارية متقدمة، مما يجعلها قادرة على مرافقة الدبابات أو تنفيذ ضربات من خلف الغطاء.
ويمثل النظام الجديد ركيزة مهمة في مواجهة تحديثات الدبابات الصينية والباكستانية مثل “VT-4” و “Al-Khalid”، كما يكرس سياسة الهند في تعزيز الإنتاج الدفاعي المحلي ضمن مبادرة “Aatmanirbhar Bharat” ، بما يضمن الاستقلال الصناعي وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب في مجالات الصيانة والدعم الفني.
شركة “Griffon Aerospace” الأمريكية تطوّر نسخة من مسيرة “شاهد-136” الإيرانية
أعلنت شركة Griffon Aerospace عن المسيرة “MQM-172 Arrowhead”، المصممة أساسًا كطائرة هدف تدريبية، مُعاد تهيئتها كـقذيفة جوية انتحارية منخفضة التكلفة. وأوضحت الشركة أن النسخة الهجومية تستفيد من نفس الهيكل المُثبت والموثوق ، وتدعم حمولة قابلة للتغيير تصل إلى 100 رطل، بالإضافة إلى واجهات معيارية لدمج أنظمة هداية وزرع تفجيري حسب متطلبات العميل.
وتؤكد الشركة على مرونة المسيرة ووظائفها المتعددة والية الإطلاق من منصات مختلفة حتى من الشاحنات، وتصميم جناح دلتا ، ونظام هبوط بطني متين لإعادة الاستخدام في مهام التدريب بينما تُبرز النسخة الهجومية كخيار “قابل للاستنزاف” مناسب للمهام التكتيكية في بيئات محرومة أو لمشنات منخفضة التكلفة. ولم تؤكد الشركة بعد تبني أي خدمة عسكرية رسمياً لهذه النسخة؛ لكن التحول الترويجي يعكس اتجاهاً أوسع في القطاع نحو أنظمة مسيّرة مزدوجة الدور (تدريب + هجوم) وبدائل اقتصادية للأسلحة التقليدية.
شركة Textron الأمريكيو تروّج لطائرتها “AT-6 Wolverine” كطائرة مخصّصة لاعتراض موجات الدرون الانتحارية
تروّج شركة Textron Aviation لطائراتها الخفيفة المسلحة “Beechcraft AT-6 Wolverine” كحل مثالي لاعتراض موجات الطائرات الهجومية المسيرة طويلة المدى على غرار “Shahed-136″ التي أثبتت تهديدها في نزاعات معاصرة. وتقول الشركة إن الطائرة تدعم أكثر من 66 تكوين قياسي وإعدادات غير متماثلة، وتوفّر مزيجاً من البقاء القتالي، ومرونة الحمولة، وقدرات الاستشعار والقيادة والقتال المصممة من الأساس للمهام العسكرية، ما يجعلها أكثر فاعلية من حلول مرتجلة تعتمد على مروحيات أو طائرات مدنية معدَّلة.
وتُقدّر الشركة سوقاً محتملًا لحوالى 200 طائرة عبر الولايات المتحدة وشركائها، مؤكدةً أن تصميم الطائرة القصير-المدى في الإقلاع والهبوط، وتعدد المهام، والقدرة على تركيب أسلحة وانظمة استشعار متنوّعة، يجعلها خيارًا عمليًا لمواجهة تهديدات الطائرات الانتحارية الجماعية، مع المحافظة على قدرة الطائرة على أداء مهام أخرى كالاستطلاع والدعم الناري الخفيف حين لا تكون مهمة اعتراض الطائرات ذات الأولوية.
