في سباق التسلح العالمي المتسارع، تتناقل وكالات الأنباء والعاملون في المجال العسكري يوميًا عشرات الأخبار حول تطوير أنظمة الأسلحة، وعقود التصنيع، والاختبارات الميدانية التي تشكل مستقبل الحروب والاستراتيجيات الدفاعية. من الصواريخ الباليستية إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومن الطائرات المسيرة إلى مشاريع التوطين الصناعي، تبرز هذه التطورات كفواعل رئيسية في معادلة القوى الدولية.
تقدم لكم هذه النشرة اليومية ملخصًا موجزًا لأهم هذه التطورات، حيث نجمع لكم أبرز الأخبار من مختلف أنحاء العالم، مع تحليل مقتضب لأبعادها التقنية والاستراتيجية. وفي عددنا اليوم، نسلط الضوء على الاتي:
فرنسا تختبر صاروخ “أكيرون” الجديد لمروحياتها المستقبلية

أعلنت “المديرية العامة للتسليح الفرنسية (DGA)” عن إجراء اختبار ناجح للصاروخ “Akeron LP”، باستخدام منصة سكك حديد طولها 280 متر لمحاكاة سرعة وظروف الاصطدام الفعلية. ويهدف الاختبار إلى تقييم الأداء الكلي للصاروخ عند الاصطدام وفحص فعالية رأسه الحربي بعد اختراق الهدف ، حيث تم جمع بيانات حرجة ستدعم عمليات الاختبار بالإطلاق الحي في المستقبل.
يتم تطوير هذا الصاروخ من قبل شركة “MBDA” الأوروبية بالتعاون مع “المنظمة التعاونية للتعاون في مجال التسليح (OCCAR)” ، ضمن برنامج (MAST-F) الذي يهدف إلى تزويد مروحيات الجيش الفرنسي المستقبلية “H160M Guépard” وطائرات “Tiger” الهجومية المطورة، بقدرة ضرب أهداف محصنة من مسافات طويلة. ويُعد هذا الاختبار خطوة محورية نحو تأهيل السلاح، وهو مصمم لتكون له قابلية تشغيل مشتركة مع حلف الناتو، مما يزيد من احتمالية اعتماده على نطاق أوسع من قبل القوات المسلحة الأوروبية الأخرى.
أستراليا تختبر بنجاح نظام “سترايك ماستر” البحري المصنع محليًا

أعلنت شركة “Thales Defence” الأسترالية عن نجاح اختبار إطلاق من نظام “StrikeMaster” للدفاع الساحلي ، وذلك في النرويج. ويدمج النظام بين صاروخ “Naval Strike” النرويجي ومدرعة “Bushmaster” الأسترالية المصفحة لتوفير قدرة ضرب بحري برية متنقلة وقوية.
سيتم تصنيع نظام “StrikeMaster” بالكامل في أستراليا ، حيث سيجري الإنتاج في مصانع شركتي “Thales” و “Kongsberg”. ومن المتوقع أن يستخدم هذا المشروع الضخم أكثر من 150 مورد محلي وأن يساهم في خلق حوالي 700 وظيفة ، مما يعزز القاعدة الصناعية السيادية لأستراليا ، على أن تبدأ عمليات التسليم اعتبارًا من عام 2027.
الجيش الأمريكي يختار صواريخ “AeroVironment” لمكافحة الطائرات المسيرة

منح الجيش الأمريكي عقدًا بقيمة 95.9 مليون دولار لشركة “AeroVironment” الأمريكية لتطوير وتوريد صواريخها الجديدة من نوع “فريدوم إيغل (FE-1)” كجزء من برنامج الصواريخ المضادة للطائرات بدون طيار. يأتي هذا العقد، الذي تم منحه عبر اتحاد الطيران والصورايخ التابع للجيش، لتلبية حاجة ملحة لتعزيز الترسانة الدفاعية الأمريكية بواسطة حل حركي منخفض التكلفة وعالي الأداء، مصمم لسد الفجوات في القدرات الدفاعية الحالية.
وقد أعلنت الشركة أن الصاروخ قد اجتاز بالفعل جميع المراحل الرئيسية وهو جاهز للإنتاج والتسليم السريع إلى الخطوط الأمامية. لا يقتصر دور الصاروخ على تحييد الطائرات المسيرة فحسب، بل يتمتع بقدرة على مواجهة الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحية أيضًا، مما يوفر قدرة تحويلية للدفاع الجوي من الجيل التالي. وأكدت الشركة على تركيزها على توسيع نطاق التصنيع بالشراكة مع موردين محليين لتلبية متطلبات الجيش بسرعة وكفاءة.
شركة “جنرال أتوميكس” الأمريكية تكشف عن مسيرة مسلحة بمدفع ليزر
شركة “أوتيريون” الأمريكية تكشف عن لقطات لاختبار طائرتها المسيرة الشبيهة “بشاهد-136” الايرانية
Оприлюднено відео випробувань американсько-українського аналога “Шахеда” з ШІ, Artemis ALM-20, що дійсно бив по РФ. Детальний його розбір – https://t.co/yYOVlNeLby pic.twitter.com/rW5TBp06a8
— DEFENSE EXPRESS (@DEFENSEEXPRESS) October 17, 2025
كشفت شركة “Auterion” الأمريكية عن لقطات وتسجيلات اختبار لطائرتها المسيرة “Artemis ALM-20″، وهي ذخيرة قابلة للتحليق بعيدة المدى صممت للضربات العميقة. تدعي الشركة أن مدى الطائرة يصل إلى 1600 كم، وتعتمد على نظام توجيه مزدوج (GPS + وباحث كهروبصري) يعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكنها من الاستمرار في المهمة حتى في ظل ظروف التشويش الإلكتروني المكثف، كما تظهر اللقطات استخدامها لمحرك احتراق داخلي لتحقيق هذا المدى الطويل.
تكمن أهمية هذا النظام في نضجه العملياتي، حيث تشير التقارير إلى أنه تم استخدامه بالفعل في هجمات داخل الأراضي الروسية. وتخطط الشركة لتعزيز تأثير الطائرة عبر بدء إنتاجها التسلسلي على نطاق واسع في كل من أوكرانيا والولايات المتحدة وألمانيا، مما يمثل نقلة نوعية في تطور الذخائر المتحلقة من أسلحة تكتيكية إلى أصول إستراتيجية ذات قدرة ضاربة طويلة المدى.
تشكل التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا العسكرية والدفاع، التي نعرضها في هذه النشرة اليومية، مؤشرًا واضحًا على أن سباق التسلح العالمي يدخل مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا. لم يعد الابتكار حكرًا على الدول العظمى، بل أصبحت الشركات الخاصة والتحالفات الإقليمية لاعبًا رئيسيًا في رسم ملامح future battlefields، من خلال الاستثمار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة طويلة المدى وأنظمة الطاقة الموجهة.
تُظهر هذه التطورات الجماعية تحولاً استراتيجيًا نحو الاعتماد على الحلول التقنية الذكية والمتعددة المهام، التي توفر قدرات ردعية وفعالية قتالية عالية مع خفض التكاليف والمخاطر على الأرواح. كما تؤكد على اتجاه واضح نحو تعزيز السيادة التكنولوجية وتوطين الصناعات الدفاعية لضمان أمن الإمداد واستقلالية القرار. ستستمر هذه النشرة في رصد وتحليل هذه المؤشرات، التي لا تحدد فقط مستقبل الحروب، بل también توازن القوى في الساحة الدولية في السنوات القادمة.
![]()

