في 27 يوليو 2025 ، نشرت وكالة “مهر نيوز” الإيرانية تقريرًا مثيرًا للجدل ، زعمت فيه أن إيران قد طوّرت أو تستعد لاختبار أول صاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM) باسم “خرمشهر-5” ، بمدى يصل إلى 12,000 كيلومتر ، وسرعة 16 ماخ ، وقدرة على حمل رأس حربي يزن طنين. إذا صحت هذه المواصفات ، فإن ذلك سيضع إيران بين الدول القليلة القادرة على تنفيذ ضربات صاروخية قارية ، متجاوزةً السقف المعلن سابقًا 2,000 كم. لكن خلف هذه العناوين الكبيرة ، يطرح السؤال نفسه: هل نحن أمام إنجاز تقني حقيقي أم أمام رسالة ردع إعلامية فقط؟
لمتابعه المزيد عن برنامج الصواريخ الإيرانية ، تابع السلسلة على قناتنا على اليوتيوب:
مضمون التقرير الإيراني
التقرير أوضح أن “خرمشهر-5” قادر نظريًا على ضرب أي نقطة في الولايات المتحدة من داخل الأراضي الإيرانية ، وأنه يبني على ميزات “خرمشهر-4” الذي أُطلق عام 2023 ، مع تحسينات في المدى والسرعة وزمن التجهيز. كما أشار إلى استخدام وقود سائل فائق التفاعل قابل للتخزين ، ومحرك متعدد المراحل ، ورأس حربي ضخم يمكن يشبه القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات.
مصداقية المصدر وصحة الخبر
رغم قوة العناوين، فإن المصدر الأساسي هو وكالة مهر نيوز ، وهي وسيلة إعلامية إيرانية رسمية التوجه. لكن حتى الآن لا يوجد تأكيد رسمي من وزارة الدفاع أو الحرس الثوري بشأن الاختبار أو دخول الصاروخ الخدمة. بالاضافة أن التقرير لم يعرض أي صور أو لقطات أو أدلة تقنية ، كما لم يتضمن تصريحًا جديدًا من مسؤول إيراني يربط بشكل مباشر بين “خرمشهر-5” والمواصفات المعلنة. وكان الاعتماد الأكبر على تصريحات قديمة ، مثل تصريح العميد عزيز ناصر زاده حول اختبار رأس حربي فرط صوتي بوزن طنين ، دون ذكر صريح لصاروخ عابر للقارات ICBM أو “خرمشهر-5”.
القدرات المعلنة لـ “خرمشهر-5” حسب التقرير
مدى منطقية القفزة المعلنة
-
المدى المزعوم (12,000 كم) يمثل زيادة 4 أمثال مقارنة بأقصى مدى لـ”خرمشهر-4″ ، وهي قفزة غير مألوفة في تطوير الصواريخ ما لم يتم إعادة تصميم كاملة تشمل تقليل الحمولة وزيادة عدد المراحل وتحسين كفاءة الدفع.
-
زيادة الحمولة من 1,500 كغ إلى 2,000 كغ تتعارض عادة مع زيادة المدى، خصوصًا عند بقاء الوزن الكلي للصاروخ ثابتًا تقريبًا.
-
الوقود السائل، رغم أنه عالي الطاقة ، لا يُعد الخيار الأمثل لصواريخ ICBM الحديثة بسبب متطلبات الجاهزية العالية والقدرة على الإطلاق السريع. كما أن الربط المباشر بين محرك الوقود الصلب “سلمان” ومحرك “خرمشهر-5” (المُعلن أنه وقود سائل) على أنه تطوير مباشر غير منطقي فنيًا ، والأرجح أنه إشارة إلى تأثير خبرات التطوير السابقة على تصميم أنظمة الدفع أو التحكم، وليس نفس المحرك. لكن قابلية تخزين الوقود هي تقنية بمكن أن تطورها إيران أو تحصل عليها من كوريا الشمالية.
-
التصميم الأساسي يبدو قريبًا من موسودان ، ما يجعل الوصول الفعلي لمدى قاري دون تغييرات جذرية أمرًا مشكوكًا فيه.

الخلاصة
تقرير “مهر نيوز” قد يعكس رسالة ردع استراتيجية أكثر من كونه إعلانًا عن قدرة تشغيلية مؤكدة. غياب الصور والأدلة التقنية والتصريحات الرسمية المباشرة يجعل الخبر في إطار الاحتمال والنوايا أكثر من الواقع الميداني. وإذا كان “خرمشهر-5” موجودًا بالفعل بالمواصفات المعلنة، فإنه سيمثل نقلة نوعية ضخمة في برنامج إيران الصاروخي، لكنه في الوقت ذاته يتطلب قفزات تقنية وهندسية غير مدعومة بالمؤشرات المتاحة حاليًا.
إلى اللقاء…..
![]()


