شهدت الصناعات الدفاعية التركية تطورًا كبيرًا خلال العقدين الأخيرين، حيث تحولت من الاعتماد على الخارج إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات. تسعى تركيا إلى أن تصبح من الدول الرائدة عالميًا في صناعة الأسلحة والمعدات الدفاعية، مدفوعة برؤية استراتيجية لتعزيز أمنها القومي وزيادة صادراتها الدفاعية.
خلفية تاريخية
في بداية الألفية، كانت تركيا تعتمد بنسبة تزيد عن 70% على استيراد الأسلحة. ولكن بعد سلسلة من الأزمات في الإمدادات العسكرية، خاصة أثناء عمليات تركيا ضد حزب العمال الكردستاني ، بدأت تركيا في تعزيز قدراتها التصنيعية المحلية، بدعم من الحكومة ومؤسسة الصناعات الدفاعية التركية (SSB).
أهم الشركات والمؤسسات الدفاعية
- أسيلسان (ASELSAN):
شركة متخصصة في الإلكترونيات الدفاعية، مثل أنظمة الاتصالات، الرادارات، وأنظمة الحرب الإلكترونية. - روكيتسان (ROKETSAN):
رائدة في تصنيع الصواريخ، القذائف، وأنظمة الدفاع الجوي. - توساش (TUSAŞ) – الصناعات الجوية والفضائية التركية:
مسؤولة عن تطوير الطائرات بدون طيار، المقاتلات، والمروحيات مثل “تي-129 أتاك” و”أنكا”. - بيكار (Baykar):
الشركة التي طورت الطائرة بدون طيار الشهيرة “بيرقدار TB2″، والتي لعبت دورًا بارزًا في عدة نزاعات إقليمية. - FNSS وOtokar وBMC:
شركات متخصصة في صناعة المركبات المدرعة، الدبابات، والناقلات القتالية.
أبرز المنتجات العسكرية التركية

١. مسيرة “بيرقدار تي بي ٢” : وهي مسيرة قتالية متوسطة قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة، استخدمت في عدة حروب وأثبتت نجاحها في سوريا، وليبيا، وناغورنو قره باغ، وإثيوبيا، وأوكرانيا.
٢. العربة المدرعة “ألتوغ” : وهي ناقلة جند مدرعة حديثة متعددة الاستخدامات
٣. صاروخ “SOM” : وهو صاروخ كروز جو ارض بحر بمدى يصل إلى 250 كم، مخصص للطائرات المقاتلة
٤. المروحية “أتاك T129” : وهي مروحية هجومية متقدمة طورتها تركيا محليا وقدرتها
٥. الدبابة “ألتاي” : وهي دبابات قتال رئيسية محليه بالكامل وستكون الدبابة الرئيسيه للجيش التركي.
٦. KIZILELMA : وهي طائرة بدون طيار شبحية مقاتلة قادرة على العمل من حاملات الطائرات وستكون الطائرة المساعدة للمقاتلات التركية الشبحية..
النجاحات والتحديات
النجاحات:
- تصدير الأسلحة إلى أكثر من 170 دولة.
- ارتفاع صادرات الصناعات الدفاعية إلى أكثر من 5 مليارات دولار سنويًا (2023).
- دور فعال للطائرات بدون طيار التركية في النزاعات الحديثة.
- تطوير مقاتلة الجيل الخامس “TF-X” والتي أُطلق عليها لاحقًا اسم “كاان” (KAAN).
التحديات:
- التنافس الجيوسياسي في المنطقة.
- القيود الغربية على بعض مكونات التكنولوجيا.
- الحاجة لتطوير صناعات المحركات محليًا.
الخاتمة
أصبحت تركيا لاعبًا رئيسيًا في الصناعات الدفاعية، ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن أيضًا على المستوى الدولي. استمرار الاستثمار في البحث والتطوير والتكامل الصناعي المحلي سيعزز من قدرة تركيا على تحقيق طموحاتها كقوة عسكرية تكنولوجية مستقلة.
![]()

